الانسان كائن اجتماعي بطبعه فهو يحتاج إلى الاندماج في جماعات تضمن له اقامة علاقات مع أقران عادة في نفس العمر الزمني تجمعهم اهتمامات مشتركة ، وتتميز جماعة الرفاق بوجود جو نفسي خاص ، خاصة لدى المراهقين الذين عادة ما بحثون عن هوايتهم محاولين اثبات ذواتهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة إضافة إلى الرغبة الملحة في الحصول على التقدير الاجتماعي والذي عادة ما يفتقد المراهق إليه في جو الأسرة التي قد تعتبره أصبح شابا قادر على تحمل مسؤلياته أو قد تعامله على أنه مازال طف لا صغيرا يحتاج الى رعاية والديه ، وهذا ما يسبب للمراهق الاضطراب وسوء التكيف الأسري لأنه في حد ذاته لا زال يعاني من صراع نفس داخلي ناشيء عن التارض بين فكرتين : هل أنا كبير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أم أنني مازلت صغيرا ؟؟؟؟؟؟؟.
و نظرا لهذا الصراع وعدم قدرة الأهل على فهم أبناءهم وإنعدام الحوار بينهم يجد المراهق نفسه في حيرة كبيرة فلا يكون له ملجأ إلا جماعة الرفاق , التي تحتضن هذا المراهق تتقبل أفكاره ، تعير اهتماما كبيرا لكل ما يقوله ، يشعر بالحرية والراحة المطلقة في التعبير والتي يفتقدها في أسرته ، يجد من يشجعه من يهتم بأموره و مشاكلة وانشغالته .
لكن كل هذا جميل فالمراهق يجد متنفس له ولو أنه خارج الأسرة ، لكن الكارثة تتمثل في انظمام المراهق إلى جماعة منحرفين أي أصدقاء سوء فالصحبة لها تأثير كبيرعلى أخلاق الفرد كما نعلم و هذا ما قال عنه رسولنا وقدوتنا سيدنا محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم في قوله «مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير» .
ويسود جماعة الرفاق وجود الضمير الجمعي حيث ينصهر الأنا الفردي ويستبدل ب : نحن فتندثر مباديء الفرد وتضمر الأنا و تسود النحن ، أي كل أفراد الجماع ة واحد ومصلحة الجماعة فوق كل الاعتبارات وكلمة قائد الجماعة تسري على كل الاعضاء ، وتسطر مباديء و أهداف وقوانين لتسيير شؤون الجماعة واستمراريتها ويحدد قائد الجماعة سواء كانت هذه الجماعة رفقة صالح ة أو طالحة .
لذلك على الأولياء متابعة أبناءهم وربط علاقات صداقة معهم والعمل على احتواءهم والتعرف على رفاقهم لأن الفرد كما ذكرنا لابد له من جماعة رفاق لكن عليه تحري الصحبة الصالحة فالصاحب ساحب .
اللهم ارزقنا الصحبة الصالحة في الدنيا ورفقة المصطفى صل الله عليه وعلى آله وسلم . آآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين .
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على آله حق قدره و مقداره العظيم