مرحلة المراهقة
تعتبر مرحلة (15-18) (المراهقة) مرحلة يقترب فيها الفرد من إكتمال النمو تختلف أنواعه وفيها يلزم مراعاة الخصائص البنيوية والنفسية لهذه الأخيرة لما لها من الأثر البالغ على تكوين شخصيته، لكونه لا يعتبر في هذه المرحلة طفلا ولا راشدا وإنما يقع في مجال القوى والمؤثرات والتوقعات المتداخلة من مرحلتي الطفولة والرشد حيث وصفها "ستانلي هول" أنها فترة عواصف وتوتر وشدة، تكتنفها الأوهام النفسية وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبة التوافق .
وعلى هذا الأساس يجب دراسة الظواهر النفسية والسلوكية للمراهق, وكذا ما يحدث في جسمه من تغيرات فيزيولوجية وعقلية وانفعالية وعاطفيا إدراكا لما قد ينجر عنها من نتائج سلبية وإيجابية .
فهذه الفترة قد تكون المحطة الأخيرة للفرد كي يعدل أو يتمم تكامل شخصيته في ظل الخبرات الديناميكية الجديدة في حياته.
لذلك سوف نتطرق لهذه المرحلة العمرية في هذا الفصل لمختلف أنواع المراهقة ومشاكلها وخصائصها حتى يتسنى لنا الإلمام بجميع جوانب الموضوع .
1- المراهقـــة:
تعني المراهقة الفترة التي تبدأ بالبلوغ وتنتهي باكتمال الرشد وتنعت أحيانا بأنها مرحلة انتقالية تجمع بين خصائص الطفولة وسمات الرجولة ، فهي انتقالية لان المراهق يجتهد للانفلات من الطفولة المعتمدة على الكبار.
تعني من الناحية الزمنية فترة امتداد تبدأ حوالي السنة الثانية عشر تقريبا حتى العشرينيات متأثرة بعوامل النمو البيولوجية والفسيولوجية وبالمؤثرات الإجتماعية والحضارية.
وهي تعني سيكولوجيا فترة معينة تترتب عليها مقتضيات في السلوك جديدة لم يألفها من قبل.
وتمثل المراهقة من الوجهة الإجتماعية فترة انتقال من دور الطفولة المتصفة بالاعتماد على الآخرين إلى طور بلوغ مرحلة الالتفات إلى الذات على اعتبار أنها متميزة بما كانت عليه الطفولة المعتمدة على الغير اعتمادا كليا.
والمراهقة بمعناها الشامل تعني النمو والتطور الديناميكي عند الفرد.لقد عرفها هوروكس horrocks1962 بأنها :
" الفترة التي يكسر فيها المراهق تصرفات الطفولة ليخرج الى العالم الخارجي ، ويلدا في التفاعل معه والاندماج فيه " [.
كما يرى مختار محي الدين " أن كلمة المراهق مصطلح وصفي للدلالة على المرحلة الإنمائية المتوسطة بين الطفولة وبين سن الرشد ، وهي تكتسب أهميتها من حيث أنها المرحلة التي يتم فيها إعداد الناشئ كي يصبح مواطنا يتحمل مسؤوليات الإشتراك في المجتمع الكبير عن طريق العمل المثمر ، والإنتاج الذي يحافظ على بقاء هذا المجتمع
2- مميزات وخصائص النمو لمرحلة (15-18):
تجمع هذه المرحلة بين خصائص مرحلتي النضج والرشد حيث تختلف الخصائص البدنية والحركية والانفعالية في بداية المرحلة عن نهايتها، إذ يتعرض الفرد في بدا هذه المرحلة لعمليات التغير السريع وغير المستقر بدنيا وعقليا، ولكن يصل بالتدرج إلى مرحلة من النضجوالواقعية ويزداد معها اهتمامه بالاستقلالية وتزداد اهتماماته الأساسية في الحياة صحيا ، اجتماعيا.
وتعتبر هذه المرحلة هامة لغرس القيم لدى الأفراد وتطوير اتجاهاتهم الصحية والإجتماعية والمهارية
2-1- النمو الجسمي:
تتميز هذه المرحلة بالبطء في النمو الجسماني، ويلاحظ استعادة الفتى والفتاة لتناسق الجسم . كما تظهر الفروق المميزة في تركيب جسم الفتى والفتاة بصورة جلية، ويزداد نمو عضلات الجذع والصدر والرجلين بدرجة اكبر من نمو العظام حتى يستعيد الفرد اتزانه الجسمي، ويصل الفتيان والفتيات إلى نضجهم البدني الكامل تقريبا
وتزداد احتياجات الأفراد إلى الأنشطة لاكتساب اللياقة البدنية والحركية ، وكذا بالأنشطة التي تهتم بصحة وسلامة القوام واكتساب المظهر الجيد.
2-2- النمو الحركي:
يظهر في هذه المرحلة الاتزان التدريجي في نواحي الارتباك والاضطراب الحركي وتأخذ مختلف النواحي النوعية للمهارات الحركية في التحسين والرقي لتصل إلى درجة عالية من الجودة كما يلاحظ ارتقاء بمستوى التوافق العضلي العصبي.
وفيها يكتسب الفرد ويتعلم مختلف الحركات وإتقانها وتثبيتها إضافة إلى ذلك زيادة قوة العضلات الذي يتميز به الفتى يساعد الكثير على إمكانية ممارسة أنواع مختلفة من الأنشطة الرياضية التي تحتاج إلى القوة العضلية. كما أن زيادة مرونة عضلات الفتاة تسهمفي قدرتها على ممارسة بعض الأنشطة الرياضية كالجمباز والتمرينات الفنية.
2-3- النمو العقلي والإجتماعي والانفعالي:
تشير بعض الدراسات إلى النمو العقلي والإجتماعي والانفعالي في هذه المرحلة يتميز بالخصائص التالية
1 - ازدياد الخبرات المكتسبة من مراحل النمو السابقة، والإفادة منها في الحكم على الأشياء ورسم الخطة الشخصية لتحقيق حاجاته وميوله.
2 - تزداد الرغبة في المناقشة والمحاجات لذاتها، وخاصة مع الكبار تأكيدا للنزعة الإستقلالية .
3 - تنضج القدرات العقلية المختلفة وتظهر الفروق الفردية في القدرات،وتنكشف استعداداتهم الفنية والثقافية والرياضية والاهتمام بالتفوق الرياضي فيها واتضاح المهارات
4 - ازدياد النزعة في الاستقلال في الرأي والتصرف حتى يشعر بالمساواة مع الكبار.
5 – الميل إلى الاشتراك في أعمال الإصلاح الإجتماعي وتغيير الأوضاع.
6 – الاهتمام ببحث الشؤون المتعلقة بالدين والفلسفة والرغبة في الكشف عن الأسباب والمسببات، مما قد يصل إلى مستوى الشك مما قد يعوق الاتزان النفسي.
7 – زيادة ميل كل جنس إلى الجنس الأخر (مرحلة الحب الرومانسي) ويصاحب زيادة الاهتمام بالمظهر والتأنق في الملبس واختيار الألوان الملفتة للانتباه.
8 – زيادة الرغبة في الاشتراك مع أفراد شلته وتبادل الأحاديث معهم في موضوعات مختلفة وخاصة ما يتصل بها من أخبار الرياضة والجنس والملابس، وتميل الفتيات بصفة عامة إلى التحدث عن موضوعات مشكلات الزواج وإنشاء الأسرة.
9 – زيادة حساسية الشباب بالنسبة لمعاملة الكبار لهم، مما يؤثر في علاقاتهم بها.
10– بدا الاهتمام بالتخصص في الدراسات أو المهنة وازدياد التفكير في أمر العمل للمستقبل، أو تكوين أسرة خاصة بالنسبة لفتيات.
11 – تتميز بطابع خيالي واتجاه نحو الفنون الجميلة والقراءة التي تساعد على تزويد الخيال
12 – ازدياد الميل واكتشاف البنية والمخاطرة والمغامرة والتجوال والترحال.
13– الميل لكسب المال مما يدفعه إلى القيام بأوجه النشاطات المختلفة وتعلم مهارات تساعد على الكسب للحصول على مزيد من الاستقلال في حياته.
14 – القدرة على الانتظام في جماعات والتعاون معها بطريقة ايجابية منتجة. وذلك لابتعاده عن الأنانية الذاتية.
15 – الميل للحفلات الجماعية والألعاب المشتركة وخاصة التي يشترك فيها الجنسان.
16 – حساسية زائدة إما بالهروب من الواقع وكبت الانفعالات، أو بالانطلاق المؤدي الى التهور الذي يعقبه التخاذل ولوم النفس بسبب الحاجة إلى تهدئة التوتر العصبي.
17 – الحاجة إلى اللعب والراحة والاسترخاء والتغذية الكافية.
18 – الحاجة إلى رعاية كافية تضمن عدم تعرضه للأمراض والإصابات حتى تسهل نموه.
19 – الحاجة إلى تحمل المسؤولية وممارسة الحياة الديمقراطية عن طريق الانتماء الى جماعةتوفر له حاجته، التي تميز الكيان الفردي واستقلاله وطمأنينته.
20 – الحاجة إلى قدر كاف من الثقافة العامة والمهارات العملية إلى جانب الخبرات الإجتماعية اللازمة لحياته.
21 – الحاجة إلى ممارسة نشاط تعاوني مع من هم في سنه.
22 – الحاجة إلى فهم الإنفعال والتغلب على المخاوف كالقلق والخجل والإرتباك والفشل.
23 – الحاجة إلى احترام التمييز والفردية وتقبلها.
24 – الحاجة إلى قراءة سير الأبطال والزعماء والقصص العاطفية والأحداث الجارية
2-4- النمو الفسيولوجي:
يتابع النمو الفسيولوجي في هذه المرحلة تقدمه نحو النضج بالنسبة لكل من النبض وضغط الدم، فنلاحظ هبوطا نسبيا ملحوظا في النبض الطبيعي، مع زيادته بعد مجهود فكري وهذا دليل على تحسن ملحوظ في التحمل الدوري التنفسي، مع ارتفاع قليل جدا في ضغط الدم،ومما يؤكد تحسن التحمل في تلك المرحلة هو انخفاض نسبة الأكسجين عند الجنسين مع وجود فارق كبير لصالح الأولاد هذا بالإضافة إلى توازن غددي مميز والذي يلعب دورا كبيرا في التكامل بين الوظائف الفسيولوجية الحركية، الحسية والانفعالية للفرد، والتي تعمل على اكتمال شخصية الفرد المتعددة الجوانب.