إتخذ قوم شجرة صاروا يعبدونها فسمع بذلك ناسك فحمل فأسا وذهب غلى الشجرة ليقطعها فلم يكد يقترب منها حتى ظهر له ابليس حائلا بينه وبين الشجرة وهو يصيح به :
مكانك أيها الرجل ....لماذا تريد قطع الشجرة ؟
لأنها تضلّ الناس .
وما شأنك بهم ؟ دعهم في ضلالهم ....
كيف أدعهم ومن واجبي أن أهديهم !!!!
ففكر ابليس لحظة ورأى أن النّزال والقتال والمصارعة مع هذا الرجل لن يتيح له النّصرعليه .فليس أقوى من رجل يقاتل من أجل فكرة أو عقيدة ,ما من باب يستطيع ابليس أن ينفذ منه الى حصن هذا الرجل غير باب واحد : الحيلة فتلطف وقال له في لهجة الناصح المشفق : أتعرف لماذا أعارضك في قطع هذه الشجرة ؟؟؟؟ إني ما أأعارض إلا خشية عليك ورحمة ,فإنك بقطعها ستعرّض نفسك لسخط الناس من عبّادها مالك وهذه المتاعب تجلبها على نفسك أترك قطعها ,وأنا أجعل لك في كل يوم درهمين تستعين بهما على نفقتك وتعيش في أمن و طمأنينة .
دررررررررهميييييين ؟؟؟؟؟!!!!!!.
نعم في كل يوم تجدهما تحت وسادتك ....
ووضع ابليس يده في يد الناسك وتعاهدا وانصرف الناسك الى صومعته وصار يستيقظ كل صباح ويمد يده ويدسّها تحت وسادته فتخرج درهمين , وفي ذات صباح خرجت يده فارغة .... فقد قطع ابليس عنه فيض الذهب ... فغضب الناسك ونهض فأخذ فأسه وذهب إلى قطع الشجرة فاعترضه ابليس في الطريق وصاح
\فيه : مكانك الى أين ؟؟؟؟
الى الشجرة أقطعها ,قههههههقه الشيطان ساخرا :تقطعها لأني قطعت عنك الثمن ؟؟؟ أجاب النّاسك :بل
لأزيل الغواية وأضئ مشعل الهداية .
أ
أنت ؟؟؟؟ أتهزأ بي أيها اللعين ؟؟؟؟ لا تؤاخذني .فمنظرك يثير الضّحك .
أنت الذي تقول هذا أيها الكاذب المخاتل !!!! وانقضّ الناسك على ابليس وقبض على قرنه .... وتصارعا لحظة وإذا المعركة تتجلى عن سقوط الناسك تحت حافر ابليس فقد انتصر وجلس على صدر النّاسك مزهوّا مختالا
يقول له :أين قوّتك الآن أيها الرجل ؟؟؟؟ فخرج من صدر الناسك صوت كالحشرجة يقول :أخبرني كيف تغلّبت عليّ
أيها الشيطان ؟؟؟؟؟ فقال له ابليس : لمّا غضبت لله غلبتني ولمّا غضبت لنفسك غلبتك لمّا قاتلت لعقيدتك
صرعتني ولمّا قاتلت لمنفعتك صرعتك (عن توفيق الحكيم )
....