كثيرا ما إرتبط مفهوم الإرشاد النفسي لدى العامة من الناس بمفهوم الإضطراب العصبي - الجنون - لكن في الحقيقة أن الإرشاد النفسي يقصد به مساعدة الفرد لفهم ذاته و التعرف على إمكانياته و قدراته و ميولاته و إمكانياته و ذلك بهدف تكوين صورة إيجابية عن ذاته من أجل التغلب على المشكلات و الأزمات التي تعترض مسار حياته الطبيعي ، و هذه المشكلات قد يمر بها أي شخص عادي أي أنها مشكلات ظرفية تزول بزوال العامل المسبب لها .و لضرورته في الحياة لا بد أن يمارس الإرشاد النفسي في مختلف المؤسسات خاصة ذات الطابع الخدماتي الإجتماعي وتخصيصا المدارس.
و من خلال الجلسات الإرشادية مع الأخصائي النفسي قد يتمكن الفرد من إتخاذ قررات مصيرية في حياته ، إضافة إلى تخلصه من الإضطرابات النفسية كالقلق ، الفوبيا - الخوف المرضي مثلا الخوف من الظلام ، الأماكن المرتفعة ....- إضافة إلى مساعدة التلاميذ ذوي المشكلات الدراسية للنجاح و التفوق و تحسين مستوى تحصيلهم الدراسي و كذلك مشكلات سوء تقدير الذات ، سوء التوافق الإجتماعي ، الخجل ، الغيرة .......
ومن خلال ماتقدم لا بد من التفريق بين مفهوم الإرشاد النفسي و العلاج النفسي الممارس في العيادات و الموجه للأشخاص الذين يعانون مشكلات حادة في الشخصية كالإكتئاب ، الوسواس القهري كذلك المدمنين و المجرمين لأن أسباب إضطرابهم خلال في التكوين السيكولوجي يتطلب العلاج تواجدهم بالعيادات و المؤسسات الخاصة و قد لا يشفى المريض أصلا إذا كان الخلل العصبي هو عامل إضطرابه .
لذا لا يجب الخلط بين مفهومالإرشاد النفسي و العلاج النفسي و ربطه بالإضطراب العصبي فالإرشاد النفسي موجه للأفراد العاديين الذين يعانون مشكلات ظرفية ، فالأنسان الطبيعي قد يحتاج في محطات كثيرة في حياته للإستشارة النفسية لإستمرار حياته و تجنبا لمشكلات أكثر تعقدا ، فكما يحتاج الجسم إلى طبيب تحتاج النفس إلى أخصائي يكشف أغوارها و يساعد الفرد على فهم ذاته .
أ